بسم الله الرحمن الرحيم اقدم لكم موضوعي وارجو ان ينال اعجابكمزايد في عيون الناس
نتساءل هنا كيف تمكن الصاحب السمو الشيخ زايد بن تحقيق تلك الإنجازات الباهرة؟ والإجابة في اختصار لأنه حظي بحب الناس وتقديرهم، والتفافهم حول قيادته، والولاء له بسبب صفاته الإنسانية والاجتماعية وقدراته السياسية، وليس من أهداف هذه الدراسة رصد كل أو جُل ما كتب عن صفات سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد أفردت لتلك الغاية بعض الإصدارات، ولكن ما يهمنا في هذا الصدد هو إعطاء فكرة موجزة عن نظرة الناس إلى الشيخ زايد وحديثهم عن الصفات التي استرعت انتباههم عند مقابلته والتعامل معه، أو عند التعرف على مسيرته وإنجازاته. من خلال مجالين هامين وهما :
أولاً : الشيخ زايد في كتابات السياسيين والرحالة.
ثانياً : الشيخ زايد لدى عامة الناس.
الشيخ زايد في كتابات السياسيين والرحالة :
وردت أفكار وملاحظات مختلفة عن بعض صفات صاحب السمو الشيخ زايد في الكتب والتقارير التي أعدها رحالة وسياسيون وعسكريون ارتبط أغلبهم فترة الحكم البريطاني في الخليج العربي، ولقد تضمنت تلك الكتابات إشارات وملاحظات هامة عن شخصية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعن الانطباعات التي شعروا بأنها جديرة بالتسجيل، ومن تلك الملاحظات :
• ما ذكره ثسجر : W.Thesiger إن الشيخ زايداً هادئ، بسيط في مظهره وهو بدوي ذو فراسة.
• ما أورده جفري بيبي : G.Biby إن الشيخ زايداً سيماه بدوية، وان اسمه8 يتوهج سحراً.
• إشارة بوستيد إلى ان الشيخ زايداً رجل سخي، حلو الحديث، يتمتع بمقدرة هائلة على حل المشاكل وكأنه قديس.
• ما ذكره أنتوني شبرد : A.Shephard إن الشيخ زايداً أشهر شخصية في المشيخات العربية، وأضاف: إنك تدخل عليه باحترام وتخرج من لقائه وانت أكثر احتراماً له.
• ما أورده موريس C.Morris من ملاحظات وافية عن صفات الشيخ زايد منها أنه قائد يلتزم بالقيم الأخلاقية.
• ما ذكره هندرسون : Henderson نظرته تنمّ عن ذكاء حاد وروح مرحة، وكان رجلاً عالي الهمة، نشيطاً وذا عزم وتصميم.
• إشارة عبد الرحمن زياد إلى ان الشيخ زايداً ( جسّد معنى الأبوة لشعبه وأمته).
• ما ورد في دراسة إ.كوري E.M.Koury عن نهج زايد في الحكم وقدرته الفائقة على (التوفيق بين الأمور التي تبدو متنافرة ومتناقضة وصهرها في بوتقة متجانسة)، الأمر الذي جعل هذا الاسلوب في القيادة يستحوذ على اسم (الزايدية) Zaydism لارتباطه بصاحب السمو الشيخ زايد.
• ما ذكره موريس : Morris إن الشيخ زايد رجل ورحاني.
الشيخ زايد لدى عامة الناس :
تتضح هذه الصورة من خلال الألقاب الشائعة المحببة، أو ما يمكن ان نشير إليه بالألقاب الشعبية الشائعة بين عامة الناس Popular epithets والتي توضح بصدق وجلاء نظرة الشعب إلى القائد . فهي إذاً تجسد المفاهيم الأساسية والقيم الأصيلة التي تشكل نظرة عامة الناس إلى الشيخ زايد، ومن أهم معالم تلك النظرة ما يرد في الألقاب التالية :
* الوالد * زايد الخير
* حكيم العرب * الزعيم
* بطل الاتحاد * رمز الشموخ
* زايد المجد * شيخ العرب
* زايد الوفاء * رائد التضامن العربي
رسم هذا الفصل الصورة التي تنداح بها دوائر الانتماء، حيث تبدأ بالعائلة،ثم تكبر لتشمل الأسرة الممتدة فالعشيرة ثم القبيلة، كما بدأ الشيخ زايد مشواره السياسي والحضاري من منطقة العين وسط الأهل والعائلة عندما تم تعيينه ممثلاً للحاكم على قرى العين، ومن ثم اتسعت حلقات المسؤولية ودوائر الاهتمام الشخصي والرسمي عندما تولى الشيخ زايد الحكم في إمارة ابوظبي ثم دولة الإمارات العربية المتحدة. ونتيجة لاهتمامه بالشأن العربي والشأن الإنساني على نطاق دولي تعددت إنجازاته السياسية والاجتماعية والإنسانية بدءاً من المحيط المحلي فالقطري فالإقليمي ثم الدولي.
لم يكن هذا الحراك مجرد خطوة، أو خطوات سياسية، بل حراكاً إنسانياً شاملاً وصادقاً، إننا نشبهه بالصورة التي تتضح معالمها في العبارات والمعاني التأملية الآتية :
- أن تحب أطفالك أو أطفال أهلك وأسرتك فهذا أمر طبيعي.
- ولكن عندما تنتقل من الخاص إلى العام فتحب الأطفال، كل الأطفال، أي عندما يتجسد حبك للأطفال فيصبح حباً للطفولة تكون قد وصلت إلى درجة عالية من السموّ.
- وبنفس الطريقة ان تحب أصدقاءك، أو أبناء قبيلتك، أو الأمة التي تنتمي إليها فهذا أمر طبيعي كذلك.
- ولكن عندما تحب الإنسان في كل مكان، أي عندما يتجسد حبك في جوهر الإنسانية وليس في إنسان بعينه تكون قد بلغت أعلى مدارج الرفعة.
وبهذا النهج وحده يستطيع المرء ان يتحرر من المحلية الضيقة ومن الصفات الذاتية المحدودة، ويتجه نحو رحاب القيم الإنسانية السامية.
[الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله
والسموحه ع القصور